إتحاد الثورات العربية
مرحبا بك معنا فى توثيق الثورات العربية ، سارع بالتسجيل ، التاريخ ينتظر منا الكثير

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

إتحاد الثورات العربية
مرحبا بك معنا فى توثيق الثورات العربية ، سارع بالتسجيل ، التاريخ ينتظر منا الكثير
إتحاد الثورات العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» أوائل إدارة بيلا التعليمية 2011
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالخميس يونيو 09, 2011 12:19 pm من طرف أميمة عرفات

» تهنئة للدكتور/ محمد يسرى بلتاجى عقل
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 08, 2011 6:05 pm من طرف أميمة عرفات

» فى ظل هذه الأحداث أقتنى هذا السلاح
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 07, 2011 2:29 pm من طرف أميمة عرفات

» محمد صلاح الدين عبدالرؤف العدوى
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 07, 2011 8:30 am من طرف أميمة عرفات

» تعريفات تربوية
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالإثنين يونيو 06, 2011 4:25 pm من طرف أميمة عرفات

» المعلم والمدرس - معلومات - مصطلحات
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالإثنين مايو 30, 2011 12:53 pm من طرف Admin

» الأنشطة المدرسية
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالإثنين مايو 30, 2011 12:43 pm من طرف Admin

» التقويم التربوى
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالإثنين مايو 30, 2011 12:39 pm من طرف Admin

» قانون التعلــــــــــــــــــــيم
مستقبل الثورات ؟ I_icon_minitimeالإثنين مايو 30, 2011 12:37 pm من طرف Admin

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

مستقبل الثورات ؟

اذهب الى الأسفل

مستقبل الثورات ؟ Empty مستقبل الثورات ؟

مُساهمة من طرف محمد حسن ضبعون السبت مايو 07, 2011 10:30 pm

ليس
ثمة ما هو أصعب من محاولة قراءة، أو توقع، مستقبل النظام القادم في مصر
وتونس بعد سقوط كل من حسني مبارك وزين العابدين بن علي ونظامهما. بل إن
سؤال المستقبل أصلاُ، هنا، جاء بسبب ثورتيْن شعبيتيْن أطاحتا بالرئيسين
المذكوريْن ونظاميْهما. ولكن من دون أن يتكلل الانتصار بتسلّم قيادة
الثورة في الحالتيْن للسلطة. فالثورتان قيّدتا من خلال محصلة قوى وجهّت
مسارهما وأوصلتهما إلى الإطاحة بالرئيسيْن، ومن المفترض والضروري
بنظاميْهما كذلك. فقد كان شعار إسقاط النظاميْن مرافقاً لإسقاط الرئيس.
فالتماهي بين كل رئيس منهما ونظامه كاد يكون تاماً حتى لم يعد من السهل
التفريق بين الرئيس وحكومته ومختلف مؤسسات الدولة وأجهزتها.


كان
الجيشان قد حُجِّما في الحالتيْن لحساب أجهزة الأمن والحرس الرئاسي.
فالسياسة سياسة الرئيس، والدولة دولة الرئيس، والبرلمان برلمان الرئيس،
والمال والثروة تحت متناول يد الرئيس وأسرته وبطانته.


ولكن بالرغم من سقوط الرئيس لم يستتبع معه سقوط نظامه تلقائياً. وقد
لعب الجيش في الحالتيْن دور المحافظ على الدولة من الانهيار من خلال
تجنبّه الصدام بالجماهير في الشوارع. ثم التدخل لإقناع الرئيس بالرحيل
إنقاذاً للدولة بعد أن تأكّد للجيش استحالة السيطرة على الشارع بالقوّة أو
بالمناورة مع بقاء الرئيس.


الأمر الذي ولّد معادلة دقيقة ورجراجة، بعد رحيل الرئيس وسقوط عدد من
رموز النظام. وقد اتسّم الوضع ببقاء الثورة في الشارع فيما الجيش يشرف على
الحكومة. فلا الثورة ممسكة بالسلطة والقرار، ولا الجيش انفرد، كما يريد،
بالسلطة والقرار. وبهذا نشأ وضع تشكّل من حكومتين مؤقتتيْن غير مقبولتيْن
من شارع ما زال نشطاً وفاعلاً يعتبر نفسه استمراراً للثورة، ففرض على
القادة العسكريين تغييرهما.


من هنا يتسّم الوضع في كل من تونس ومصر بحالة انتقالية صراعية يتجاذبها
اتجاهان رئيسان. وبالطبع بينهما أكثر من اتجاه ثالث. فثمة اتجاه القوى
التي أُطيح بها عملياً ولكنها ما زالت معششة في الجيش والمؤسسات والأجهزة
ولها مراكز قواها في السوق والمجتمع. وهذه تريد الحيلولة دون حدوث تغيير
يتجاوز الرئيس والمقرّبين منه جداً، ليُعاد إنتاج النظام السابق وسياساته
بشكل أو بآخر.


وهنالك اتجاه القوى الشعبية التي انتصرت في الثورة وتريد أن تغيّر
النظام من أساسه وتتخلص من بقاياه. ولكن هذه في الحالتيْن المصرية
والتونسية لم تتمثل بوجود قيادة محدّدة موحدّة الملامح كما هو الحال في
أغلب الثورات والانقلابات. ولكن هذا لم يمنع من أن يُقاد الصراع أثناء
الثورة على النظام قيادة صحيحة ودقيقة وناجحة من دون وجود قيادة تاريخية
من النمط الذي عرفته تجارب أخرى في هذا المضمار. وهذا ليس بالأمر غير
المفهوم. فالحياة أغنى من النظريات ومن النماذج التقليدية. فقد ولدت حالة
قيادية من دون أن تكون قيادة من النمط التقليدي.


الاتجاه الأول خارج من هزيمة أو ما زال في قلب الهزيمة وأصبح الأضعف في
ميزان القوى. ولكن لم يستسلم ولم يخرج من حلبة الصراع. هذا ويجد في أميركا
والغرب والكيان الصهيوني دعماً ليعيد إنتاج النظام السابق ولكن مع رتوش
"إصلاحي" و"ديمقراطي" وفقاً للوصفة الدولية التي يشير إليها أوباما.


من هنا يتوّلّد ما يحمله السؤال من قلق على مستقبل تونس ومصر. ولاسيما
على مستقبل مصر، وذلك بسبب دورها المميّز والمؤثّر عربياً وإسلامياً
وإفريقياً وعالماً ثالثياً وحتى في الرأي العام العالمي كذلك. وقد بان
هذا، بوضوح، ومن جديد، خلال الثورة وبعد انتصارها، وما أحاط بمصر من
اهتمام إقليمي وعالمي، بل ومن اهتمام تونسي بمصر كذلك.


فالصعوبة في قراءة المستقبل وتوقع ما يتضمنه من احتمالات لا ينبع فقط
من المعادلة القائمة الآن بين الاتجاهيْن الداخلييْن المتنازعين في كل من
مصر وتونس. وإنما من الاتجاه الذي سيتخذه الجيش، وما سيكون معه من اتجاه
ثالث سيدخل على خط الصراع، مما راح يزيد من تلك الصعوبة.


أضف تجربة الكثير من الثورات التي استطاعت القوى المضادّة الداخلية ومن
خلال الدعم الإمبريالي الأميركي وبعض الدول الإقليمية أن تجهضها. وهذه قصة
طازجة في الذاكرة عرفتها مرحلة الحرب الباردة حين أطاحت أميركا وعملاؤها
بثورات الاستقلال التي انتصرت على الاستعمار القديم في خمسينيات القرن
العشرين.


فحضور ما حدث من انقلابات أميركية مضادّة خلال الستينيات من القرن
الماضي، في الذهن المعاصر، يقف وراء الكثير من الأسئلة والمخاوف التي
انتشرت مع اندلاع مسلسل الثورات الذي بدأته تونس وأكملته مصر وانتقل إلى
ليبيا والحبل على الجرار.

محمد حسن ضبعون
مشرف عام

عدد المساهمات : 78
تاريخ التسجيل : 07/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مستقبل الثورات ؟ Empty رد: مستقبل الثورات ؟

مُساهمة من طرف محمد حسن ضبعون السبت مايو 07, 2011 10:30 pm

على
سبيل المثال ساد تساؤل: هل من المعقول أن تحدث كل هذه الثورات من دون أن
تكون هنالك يد خفية وراءها؟ والمقصود هنا يد أميركا. بل ذهب كاسترو وشافيز
يشكان في ثورة الشعب في ليبيا، بصورة خاصة، ليضعا الحَبّ في طاحونة السؤال
المذكور نفسه.

والمثال الثاني يأتي من الشك في الاتجاه الذي ستتخذه ثورتا مصر وتونس
في المرحلة القادمة انطلاقاً من أن اليد الأميركية، والقوّة المحليّة
والعربيّة المؤيّدة لها، هي التي ستحكم المآل المستقبلي لهذه الثورات حتى
وإن كانت، في أساسها، قامت ضدّ رئيسيْن ونظاميْن ارتهنا لأميركا
والصهيونية، فأنزلت ضربة قاسية على رأس أميركا والكيان الصهيوني بلا جدال.

لا يمكن أن تذهب القراءة المستقبلية، في المدييْن القريب والمتوسّط،
إلاّ لمثل تلك التوقعات إذا ما اعتُبِرَت أميركا وحلفاؤها ما زالوا
بالقوّة التي كانوا عليها في مرحلة الحرب الباردة ولاسيما منذ بداية
ستينيات القرن العشرين.

ولكن من يدقق في الوضع العالمي والإقليمي (عربياً وإسلامياً عندنا) يجد
أن ذلك الزمن تولّى وتولّت معه السيطرة الأميركية العالمية. فالوضع الدولي
اليوم يتسّم بحالة لا نظام بسبب فقدان أميركا لسيطرتها، وما نجم عن ذلك من
نشوء عدّة أقطاب منافسة كبرى ووسطى إقليمية.

فلو كان النظام العالمي متماسكاً تحت قيادة أميركا لما رأينا روسيا
تستعيد قوّتها الدولية، ولا الصين تصبح دولة كبرى عسكرياً واقتصادياً، ولا
الهند ولا البرازيل ولا تركيا ولا إيران، ولما رأينا ظاهرة دول الممانعة
ولاسيما سورية وفنـزويلا وبوليفيا، ولما انتصرت المقاومة في تحرير جنوب
لبنان وفي حرب 2006، ولما تحرّر قطاع غزة وانتصر على الحصار، وعلى العدوان
في 2008/2009، ولما عشنا هذه الأيام العظيمة ونحن نرى مسلسل الثورات
الشعبية المليونية العربية.

أضف الأزمة المالية التي صدّعت النظام الرأسمالي العولمي المؤمرك
وتركته حتى اليوم يتمرّغ في الأرض. ولا تنس انتقال مركز ثقل الاقتصاد
الإنتاجي من الغرب إلى الشرق.

وأضف أزمة أميركا في مواجهتها للمقاومتيْن في العراق وأفغانستان وتدهور
وضعها في باكستان. ومن ثم فشلها في كل مكان واجهت فيه مقاومة وممانعة خلال
العشر سنوات الماضية.

إن كل توقع مستقبلي لمصر وتونس وما سيلحق من ثورات منتصرة سوف يجانب
الصواب إن لم يضع في اعتباره أن أميركا اليوم، والغرب عموماً، وكذلك
الكيان الصهيوني غير ما كانوا عليه في الماضي. وأن قوّة المقاومات وثورات
الشعوب والدول الممانعة والناهضة غير ما كانت عليه في الماضي.

بكلمة، إن ميزان القوى العالمي والإقليمي والعربي والإسلامي في غير
مصلحة أميركا والغرب والكيان الصهيوني. ومن ثم لا يصلح القياس على ما حدث
في ستينات القرن العشرين.

إن الآفاق المفتوحة أمام انتصارات الشعوب بمقاوماتها وثوراتها ودولها
الممانعة والناهضة لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ الستينات من القرن
الماضي.وكذلك في المقابل، إن تدهور قوّة أميركا وسيطرتها في ميزان القوى
العالمي ومعها حلفاؤها وأتباعها لم يشهد العالم له مثيلاً خلال العقود
الخمسة الماضية. ومن ثم فإن على التفاؤل أن يغلب في تقدير مستقبل
المقاومات والثورات، والممانعات على العموم.

فالثورات التي نشهدها اليوم ومن قبلها ومعها المقاومات لم يساعدها ما
حدث من خلل في ميزان القوى العالمي في غير مصلحة السيطرة الأميركية فحسب،
وإنما أيضاً إن من شأن انتصاراتها لعب دور يزيد في ذلك الخلل. وبهذا سوف
تتوسّع الآفاق أمام الشعوب التي تريد الثورة والتغيير كما أمام الدول
الممانعة والناهضة التي تريد أن يكون لها مكان تحت الشمس.

محمد حسن ضبعون
مشرف عام

عدد المساهمات : 78
تاريخ التسجيل : 07/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مستقبل الثورات ؟ Empty رد: مستقبل الثورات ؟

مُساهمة من طرف محمد حسن ضبعون الأحد مايو 08, 2011 5:15 pm

لأفكار التالية هي مناوشات ضرورية مع فهمنا للثورة المصرية التي يجب
اعتبارها مع الثورة التونسية , و الثورات اليمنية و الليبية و أرجو في
القريب العاجل أن نضيف ثورات أخرى , على أنها أبرز حدث في أوائل الألفية
الثالثة و ربما ذلك الحدث الذي سيحدد إلى حد كبير صورة عالمنا الذي نعيش
فيه في العقود التالية ..
أعتقد أن القضية هنا هي في تجاوز القوالب النمطية ( الإيديولوجية )
السابقة التي اعتدنا على أن نحشر الواقع فيها و نحن نريد فهم هاتين
الثورتين أو الموجة الثورية الحالية , إنها فرصة هامة , و ربما تكون من
الفرص الأخيرة في حياة جيلنا , لتجاوز الطابع السلطوي لحياتنا , لوعينا ,
و للفكر و التنظيم اليساريين ,

و أيضا للفهم النخبوي السائد عما تسميه النخبة بالديمقراطية .. هذا
يبدو ممكنا اليوم لعدة أسباب أهمها أن الثورات الراهنة هي نفسها غير نمطية
, خارج الصورة النمطية المعروفة للثورة في كل تصورات القوى اليسارية
المختلفة , أقول اليسارية لأن اليمين بما فيه الليبرالي و الإسلامي لا
يعترف بالثورة كما أعتقد و أزعم , و إذا فعل ذلك مؤقتا تحت ضغط الأمر
الواقع , الثوري , فإنه يبقى متمسكا بشدة برفض جذري و قاطع لفكرة الثورة
نفسها , الليبرالية تبحث عن معادلة مستقرة لحياة سياسية تتمحور حول نخبة
سياسية اجتماعية تحتكر “بشكل شرعي” امتياز ملكية وسائل الإنتاج و ممارسة
“حكم رشيد” لا يقوم الاجتماع الإنساني إلا به بحيث تدير العلاقات داخلها
“بطريقة تنافسية” , و الإسلاميون ما زالوا حتى اللحظة يصرون على إرث
السلطة الإسلامية القروسطية المستبدة بما يعني أن الحاكم سيبقى حتى إشعار
آخر حاكما مطلقا يحكم باسم السماء و لا يملك عبيد تلك السماء إلا أن
يكونوا مجرد أتباع لهذا الحاكم .. صحيح أن الثورات قامت في ظل إفقار غير
مسبوق للجماهير لكن القوة التي شكلت رأس حربة الثورة لم تكن من الجماهير
الفقيرة رغم أن انضمام الأخيرة السريع للثورة و التي كان لمشاركتها هذه
دورا حاسما في انتصار الثورة دون شك لكن تحطيم حاجز الخوف و نشر فكرة
الحرية بدأ من صفوف الشباب , شباب الطبقة الوسطى و ربما حتى الفئات الأعلى
من تلك الطبقة .. لذلك أفترض أن هذه الموجة الثورية أقرب , إن لم تكن تكاد
تتماثل , مع موجة ثورات 1968 في أوربا الغربية ( فرنسا – إيطاليا ) و
الشرقية ( تشيكوسلوفاكيا الموحدة يومها ) وصولا حتى أمريكا و المكسيك ,
تلك الثورات التي وصفت بثورات الشباب و الطلبة أساسا رغم أن العمال قد
شاركوا فيها أيضا بحماسة .. يقول الشيوعي التحرري البريطاني موريس برينتون
أحد أعضاء مجموعة التضامن البريطانية الشيوعية التحررية ( كانت ناشطة من
ستينيات القرن العشرين حتى أوائل الثمانينيات و التي تعاونت بشكل كبير مع
المجموعة الشيوعية التحررية الفرنسية اشتراكية أو بربرية في محاولة وضع
تحليل تحرري ثوري للمجتمع الرأسمالي المعاصر و لنظام رأسمالية الدولة
الستاليني ) في تحليله لثورة مايو أيار 68 في فرنسا : “لم يكن الجوع هو
الذي دفع الطلاب كي يثوروا . لم تكن هناك “أزمة اقتصادية” حتى بأقل معنى
للكلمة . لا علاقة للثورة بأي “نقص في الاستهلاك” أو “زيادة في الإنتاج” .
و لم يحدث أي “انخفاض في معدل الربح” . أكثر من ذلك لم تقم حركة الطلاب
على أساس مطالب اقتصادية . على العكس , وجدت الحركة وضعها الحقيقي , و
استفزت رد فعلها الهائل , عندما ذهبت أبعد من المطالب الاقتصادية البحتة
التي قام الاتحاد الطلابي الرسمي باحتوائها داخلها لفترة طويلة ( وسط
مباركة كل الأحزاب السياسية و المجموعات “الثورية” اليسارية )” ( 1 ) ..
يؤكد برينتون أيضا على فكرة رئيسية , تنطبق على المد الثوري الراهن , هو
أنه لم يكن هناك أيضا “تزايد تدريجي في تلك التناقضات” و لا “تطور تقدمي
في وعي الجماهير الثوري” , كما جرى اليوم أيضا أمام أعيننا , كان الانفجار
مفاجئا بالكامل , حتى لمن قاموا به , و بقيت درجة جذريته و عمقها معلقة و
غير محسومة حتى الأيام الأخيرة للثورة … يحدد برينتون التناقض الرئيسي في
الرأسمالية المعاصرة ( التي تصبح بيروقراطية أكثر فأكثر , دولتية )
ب”التناقض بين من يعطي الأوامر و من يتلقى تلك الأوامر” , و ليس “فوضى
السوق” أو “التناقض بين قوى الإنتاج و علاقات الملكية” . أنا أعتقد أن
التحول النيوليبرالي في الأنظمة العربية التي تعبر عن رأسمالية الدولة
البيروقراطية , التابعة أساسا , قد فاقم بالفعل من تناقضاتها الداخلية , و
خاصة تناقضها الأهم مع القوى الاجتماعية الأكثر تهميشا في المجتمع , لقد
لعب الإفقار المتزايد للفئات الأكثر فقرا و تهميشا دورا أساسيا في اندلاع
السخط و من ثم انفجاره الثوري , لكن ليس في شكل انتفاضة جوع , بل في شكل
احتجاجي على التهميش الاجتماعي و السياسي , لقد أنتج التزاوج النيوليبرالي
بين السلطة و رأس المال و درجات الإفقار غير المسبوقة التي أدى إليها ,
أنتج إحساسا أكثر مرارة و أوضح و أعمق بالتهميش السياسي و الاجتماعي عند
الشباب تحديدا , و خلق بالتالي هذه الرغبة العارمة في مقاومة العالم
القديم و في تغييره .. في تحليل للمجموعة اليسارية التحررية التي ظهرت بين
أواسط الخمسينيات و أوائل سبعينيات القرن العشرين و التي لعبت دورا هاما ,
على الصعيد الفكري و حتى العملي , في ثورة أيار مايو 68 الفرنسية , و هو
أممية مبدعي المواقف أو الأممية الموقفية Situationist International ,
حدد تناقضين أساسيين في المجتمع الرأسمالي المعاصر في ظل بقرطته المتزايدة
: أولا أن رأس المال يقوم بعملية تحويل لأقسام هائلة من المجتمع , من
الفئات الاجتماعية المختلفة , إلى بروليتاريين , و ثانيا تسليع كل شيء ,
تحويله إلى Fetish , إلى شيء , ذا قدرة سحرية , أو تنسب إليه قدرة سحرية ,
و تطور المشهد Spectacle أو الاستعراض الذي يسيطر على وعي الناس و يكرس
وضعيتهم كمتفرجين , منفذين سلبيين لرغبة و قرارات البيروقراطية المكلفة
بإدارة المعمل و الدولة البرجوازيتين من قبل رأس المال .. أنا أعتقد أن
الروح الثورية عند الشباب , المصري و الجيل الحالي عموما في الشوارع
العربية , موجهة أساسا ضد فكرة القمع و الوصاية و الإقصاء , و ضد المؤسسات
التي تقوم على هذه الفكرة و تطبيقها في الممارسة , أي مؤسسات المراقبة و
مؤسسات القمع بكل أشكالها , بما في ذلك الاجتماعية و الطبقية أساسا , ضد
فكرة و ممارسة التراتبية الهرمية التي تقوم على قمع الأقليات التي في
الأعلى للأغلبية التي في القاعدة و السيطرة عليها و فرض التبعية عليها و
استغلالها و حرمانها من نتاج عملها … أزعم أن هذا واضح في مركزية فكرة
الحرية عند الشباب , بشكل ضبابي بالتأكيد لكن أيضا بفهم تحرري يرفض و إن
بصورة مشوشة كلا من فكرة الإقصاء و التهميش و مؤسسات القمع و الكبت أيضا
.. يجب هنا أن نشير بوضوح إلى أن هذه المؤسسات انحنت أمام العاصفة لكنها
ما تزال هناك بكل تفاصيلها , حتى تفاصيلها القديمة و السابقة الفجة ذاتها
, من الدولة إلى الشرطة و الجيش و أجهزة القمع الأخرى إلى مؤسسة المعمل ,
الجامعة , المدرسة , و مؤسسة الجنس الرسمي ( العائلة ) و غير الرسمي ( سوق
العاهرات الخ ) , و المسجد أو الكنيسة , الخ , ما تزال البيروقراطية هي
صاحبة الكلمة الفصل , ما تزال تحصر بأيديها كل السلطة , و ما تزال هي من
يتخذ كل القرارات فيما يتعلق بحياة و شروط حياة أعضائها الذين يفترض منهم
أن ينصاعوا لسلطة من في الأعلى دون تردد أو نقاش و أن يكتفوا بتنفيذ أوامر
أولئك الذين في الأعلى , ما تحاول تلك المؤسسات اليوم أن تفرضه كبديل عن
نظامي مبارك و بن علي هو شكل مستقر من مؤسسات سلطوية فوقية نخبوية خاضعة
بالكامل لبيروقراطية سيتغير رأسها بالتأكيد بدرجة تختلف حسب ضرورات إعادة
إنتاجها و ذلك بعد تعديلها بما يضفي عليها شرعية أكبر في عيون و وعي من
يفترض أن يخضعوا لها دون تردد أي أولئك الذين في قاعدتها و الذين سيفرض
عليهم أن يستمروا بالتصرف كأتباع , كأشياء , و كمتلقين و منفذين للأوامر ,
و في المحصلة الأخيرة كفئات و طبقات اجتماعية مستغلة ( بفتح الغين ) تعمل
لإنتاج ثروة من هم في الأعلى , كبروليتاريين … لذلك تصر القوى الاجتماعية
و السياسية المهيمنة و منظروها على أن تحصر ما يسمى بالفترة الانتقالية في
دائرة “الخبراء الدستوريين” و في مطالب “تشكيل حكومة جديدة , حكومة
تكنوقراط , أو تعديل حكومتي شفيق و الغنوشي” , الخ .. يجب هنا أن نلاحظ
أنه للثورات عمر , إنها أيضا تعيش , و تموت عندما تفقد زخمها , تولد و
تنمو ثم تصير كهلة , و هي أيضا تمرض , لكن هذا كله يحدث بسرعة هائلة تماما
كما تندلع بنفس السرعة , يمكن فيم يتعلق بثورة مايو أيار 68 التي قام بها
الشباب و الطلاب و العمال الفرنسيون , مثلا أن نعتبر احتلال مبنى الإدارة
في جامعة ناتيير الباريسية في 22 مارس آذار أول شراراتها , ثم بعد شهر
مايو أيار عاصف , و بعد أن كانت حكومة ديغول على شفا الانهيار في 31 مايو
أيار عندما كان 10 ملايين عامل فرنسي مضربين و عندما كانت قد وقعت في
اليوم السابق مظاهرة ضمت نصف مليون متظاهر في باريس , أعلن ديغول في ذلك
اليوم العصيب بالنسبة لنظامه حل الجمعية الوطنية و الدعوة لانتخابات باكرة
في 23 يونيو حزيران التالي و أمر العمال بالعودة إلى العمل بعد أن تأكد من
ولاء الجيش و من وجود قطعات كافية حول باريس لقمع الحركة . بعد أيام فقط
كانت معنويات العمال تتراجع بسرعة و في 5 حزيران يونيو بدؤوا بالعودة إلى
العمل , ساعد الحزب الشيوعي الفرنسي و منظمته النقابية في كسر الإضرابات ,
بالخداع في بعض الأحيان , في حالة مترو باريس مثلا كانوا ينتقلون من محطة
لأخرى و يخبرون العمال في تلك المحطة أن بقية المحطات قد عادت للعمل , ثم
ينتقلون إلى محطة أخرى فبعدها و هكذا , في السادس من حزيران يونيو استعادت
الشرطة جامعة السوربون التي كانت تحت سيطرة الطلاب و في الانتخابات
التشريعية فاز حزب ديغول و هكذا انتهت الثورة عمليا .. لقد فتح سقوط بن
علي و مبارك الباب أمام الثورة الحقيقية , فالقضية اليوم أكثر جذرية مما
مضى , من تلك الأيام التي كان الصراع فيها يدور على فرض تغيير حقيقي في
رأس النظام , الشيء الوحيد الذي يمثل “تغييرا” “جديا” في أنظمة فردية
استبدادية , القضية اليوم هي مواجهة التراتبية الهرمية , مواجهة الإقصاء و
التهميش و الكبت بكل أشكالها , مواجهة مؤسسات القمع , الفكري و الاجتماعي
و السياسي و الروحي و الجسدي , و أنا أزعم أن أكبر خطرين يتهددان بدء هذه
الثورة الحقيقية و يهددان مصيرها سلفا هما خطر استخدام فكرة الوطن كفكرة
مركزية لحالة ما بعد التغيير الأول و حتى للتغيير نفسه , و ثانيهما القيام
بتطويب الشهداء … في السابق قالت الأناركية الأمريكية روسية الأصل إيما
غولدمان أن الوطنية هي خطر على الحرية , إن الوطن فكرة مجردة لا حياة فيها
, مجردة عن البشر , عن سكان هذا الوطن , بل هي فوقهم , فوق وجودهم الفعلي
و مصالحهم الفعلية , و المتوقع وفقا لمركزية تلك الفكرة هي أن “يضحي”
الناس بتلك المصالح في سبيل “الوطن” , بما في ذلك “التضحية بأنفسهم” ,
هكذا يبدو أن من استشهد في يناير و فبراير فعلوا ذلك في سبيل شيء فوق
إنساني , فوق ذواتهم , شيء أهم و أعظم منهم , دون أن تكون تلك الأولوية
بحاجة لأي نقاش , نقل فيلهلم رايتش أحد أبرز المحللين النفسيين لظاهرة
هتلر و النازية أن النازية , مثل الدين , اعتبرت أنها فكرة أو حركة
“أولية” , أي أنها غير قابلة للنقاش , و الأفكار التي تزعم أنها أولية ,
مثل الوطن أيضا أو الوطنية , لا تسمح حتى بمناقشة منطقية لهيمنتها و
لأولويتها , يقول رايتش ( 2 ) أنه فقط الأفكار التي تقوم على النقاش يمكن
إخضاعها للنقاش مرة أخرى , يمكن مناقشتها أو نقدها , هكذا ظهرت النازية …
في “اللاعقلانية في السياسة Irrational In politics” يتكئ برينتون على
نظرية رايتش في دور العائلة و الجنس في عملية Conditioning أو ما يمكن
تسميتها الإشراط أو السلوك الانعكاسي ( 3 ) حيث يلعب الأبوان الصارمان
جنسيا و المكبوتان جنسيا في نفس الوقت دورا تأسيسيا في تنمية شعور الخضوع
للسلطة الخارجية , الطفل الذي يتعرض للتوبيخ عندما يحاول تلبية رغباته
يتعلم كيف يقمع رغباته تلك استجابة لذلك التوبيخ , هنا يرتبط القمع و
الكبت الجنسي بصورة الأب أو الأم , من يمارس هذا القمع و الكبت , أو
بالأحرى , ينقله إلى أولاده , هكذا تنشأ صورة السلطة في وعيه , التي ستبقى
تحمل “صفة و شكلا أبويين” حتى مماته , هكذا يجري بواسطة القمع و الكبت ,
الجنسيان أساسا , خلق طفل خجول , خائف , متردد , مطيع , أو بالمنطق
السلطوي “جيد” , المأزق هنا ليس فقط في قمع الرغبة , بل في قمع فكرة
الحرية و التمرد نفسها , في أن هذا الكبت و القمع ينتج الخوف و القلق من
الحرية نفسها , على الرغم من كل المعاناة و الألم الذي يشعر بهما الإنسان
المقموع نتيجة واقع القمع و الكبت الذي يتعرض له و نتيجة استسلامه المستمر
لاستبداد و قمع السلطات المختلفة , أو للمؤسسات السلطوية المختلفة في
حياته … هذه السلطة الأبوية التي قامت على القمع و الكبت , أو على نقله و
تكريسه بالأحرى لأنه ينشأ خارجها و لأنها هي ضحيته بقدر ما هي وسيلته
ليستمر و يعيد إنتاج نفسه , تزعم و تكرس نفسها كفكرة أولية , غير قابلة
للنقاش , فوق فكر و عقل و جسد و رغبات الإنسان المقموع , ليس الوطن شيء
حقيقي , إنه رمز من رموز تلك السلطة , هناك وطن فعلي بالتأكيد لكنه يتألف
من بشر حقيقيين مقموعين يفترض أن تكون حريته هي حريتهم , و ليس وطنا فارغا
أو ليس وطنا يتألف من السلطة السياسية القائمة أو رموزها , إنه الإنسان
نفسه , و من حوله , كل من يعيش على هذه الأرض , و هذا الإنسان ليس هو الذي
يقرر , أو من له مصلحة في , كراهية الآخرين على أساس وطني أو قومي أو عرقي
أو حتى قتلهم في “ساحة الوغى” , إنها السلطة التي تقمعه أولا و التي لا
يمكن أن توجد أصلا دون أن تقمعه … تطويب الشهداء يعني تحويلهم من بشر إلى
كائنات فوق بشرية , إنه ممارسة دينية تستحضر في وقت لاحق كهنوتها و طقوسها
و في مرحلة لاحقة لكنها قريبة , تحولهم إلى رموز لمقدسها فوق الإنساني , و
الأهم أنها ممارسة تقوم على تهميش الناس الذين نجوا , على تكريس شعورهم
بالدونية , و ربما حتى الذنب , أمام ذكرى من ماتوا في سبيل حريتهم و حرية
هؤلاء الناس الذين نجوا من رصاص و هراوات حراس نظامي مبارك و بن علي , إن
هذا يعني تحويلهم إلى رموز لقمع الناجين و ليس رمزا لحريتهم ( يكفي لنرصد
هذا التحول أن نقرأ شعار : الشهداء أكرم منا جميعا , الحقيقة أننا جميعا
متساوون كما يفترض في درجة الكرامة و أن الشهداء ماتوا لتأكيد هذه
المساواة أساسا ) … إنني أزعم أن تحريرنا كبشر لا بد أن يكون عبر تحطيم كل
أشكال و مؤسسات القمع و الكبت و التهميش و الاستغلال و الاستلاب , نقطة
الصفر في هذه العملية التي ستستمر و ترتقي دون توقف إلى ما نهاية بالطبع
طالما وجد البشر , و التي أعتقد أنها النقطة المركزية في الشيوعية
التحررية أو الأناركية , هي أن يمتلك الإنسان وسائل إنتاجه و أن يقرر
مصيره بنفسه مباشرة , لا توجد هنا أنصاف حلول أو أنصاف حرية أو أرباع أو
أية أجزاء أخرى , كل شيء أقل من هذا لا يعني إلا شيئا واحدا , ألا و هو
العبودية , و العبودية هي من تلك الأشياء في الحياة التي لا يمكن تقسيمها
إلى جيد و سيء , أسوأ و أفضل …. الليبراليون هنا يحصرون التحرر في
القوانين و الدساتير المكتوبة , إنهم يحررون الإنسان على الورق فقط , لأنه
كما قال ميخائيل باكونين ذات يوم : “إن أولئك العبيد .. بالمعنى الاجتماعي
هم أيضا عبيد بالمعنى السياسي .. إنهم لا يملكون التعليم , و لا وقت
الفراغ و لا الاستقلالية , الضرورية بكل تأكيد لممارسة حرة و ذات معنى
لحقوق مواطنتهم ” ( 4 ) , إنهم ينتجون قمعا مضاعفا , بتسليع كل شيء , و
يساوون البروليتاري ببرغي الآلة و يحولون عمله و وجوده بأسره إلى مال ,
إلى سلعة السلع , لكي يكملوا عملية اغترابه و يدفعوها إلى درجة غير مسبوقة
.. إن عملية التخلص و القضاء على مؤسسات القمع و الكبت ليست إيديولوجية ,
لقد أثبتت الظروف مثلا أن شباب الإخوان أنفسهم قادرون على تحرير أنفسهم و
المشاركة في تحرير المصريين لأنفسهم , السيء في الموضوع أنه مع عودتهم إلى
مؤسساتهم التنظيمية و ممارستهم التنظيمية الروتينية التي تتطلب منهم السمع
و الطاعة لأهل الحل و العقد في زعامة الجماعة , كما سيفعل سواهم من
المصريين , سيعودون من جديد تحت سطوة مؤسسات القمع و الكبت السائدة , تبقى
فقط ذكريات نشوة أو Euphoria الأيام 18 التي حاربوا فيها من أجل حريتهم ,
التي أزعم أنها إذا لم تكن نشوة جنسية فإنها نشوة محرمة بما لا يقل عن
النشوة الجنسية نفسها ( إن نشوة الحرية نشوة إشباع من نمط رائع , مثل
النشوة الجنسية , لكنها مثلها أيضا الأكثر تحريضا للقلق و الخوف من
التلبية أو الاستجابة الحرة للرغبة , الخوف من هذه الحرية المفاجئة ) تبقى
هذه النشوة سلاحهم و سلاحنا الأمضى في الأيام القادمة للنضال ضد مؤسسات
القمع و التراتبية الهرمية السلطوية القائمة , يجب ألا تتمكن النخب من فرض
“تغييرها” أي فرض شكل ما , معدل , من المؤسسات الفوقية السلطوية , التي
تتطلب من الجوعى و الفقراء و المهمشين و المكبوتين أن يذهبوا كل عدة سنوات
ليختاروا من تلك النخب من سيكون سيدهم , “مرة واحدة في ذلك اليوم , تأتي
البرجوازية , التي هي مستغلهم و مضطهدهم اليومي , تأتي أمامهم و تتحدث عن
المساواة , الأخوة , و تسميهم بشرا مستقلين , تريد أن تكون خادمتهم و
ممثلهم المتواضع . و ما أن يمر ذلك اليوم حتى تتبخر الأخوة و المساواة
كالدخان , و تصبح البرجوازية مرة أخرى هي البرجوازية القديمة , و تعود
البروليتاريا , أو المواطنون المستقلون , إلى عبوديتها” ( 4 ) , أو كما
شرح الأناركي إيلسي ريكلوس جوهر الديمقراطية البرجوازية : “أن تنتخب سيدا
أو أكثر , لفترة قصيرة أو طويلة , يعني أن تتخلى عن حريتك” , “أن تصوت أو
أن تنتخب , يعني أنك تتخلى عن قوتك” ( 5 ) , لا شك أن قوى كقيادات الوفد و
الإخوان أو الحزب الديمقراطي التقدمي و اتحاد الشغل التونسي تنظر بسعادة
لمثل هذا التطور , لكن هذا لا يعني أي شيء بالنسبة للناس العاديين , بمن
فيهم الشباب الذين فجروا ثورتي مصر و تونس , فكريا و سياسيا , كما في حالة
ثورة أيار مايو 68 فإن هذه العملية ستؤشر على نهاية الثورة الفعلية ,
نهاية النضال و ربما حتى الحلم بالحرية , حتى المعركة من أجل اتحاد نقابي
مستقل عن النظام القائم لن يعني في حالة استمراره كمؤسسة فوقية تخضع
لبيروقراطية محترفة إلا أن زعماءه الجدد ستنفتح أمامهم إمكانية الاندماج
ببنية النظام القائم ضمن معادلة جديدة من توازن القوى داخل البيروقراطية
الحاكمة … أنا أزعم أنه لا بد من تفكيك كل الأفكار و المفاهيم “الأولية”
لتصبح بشرية , واقعية , قابلة للنقاش , للنقد و حتى للدحض و النفي , لا
يعني هذا القبول بعدمية عالم دون مركز , بل بأن يكون هذا المركز هو
الإنسان الواقعي , البروليتاري , و المهمش , المقموع , ليس الإنسان المجرد
الليبرالي , و لا البروليتاري المجرد الذي عاش في الواقع كتابع
لبيروقراطية الحزب الستالينية بل و في معسكرات اعتقالها و معسكراتها للعمل
الإجباري , و الذي استخدم فقط كفكرة “أولية” لتبرير سلطة هذه البيروقراطية
… أزعم أنه لا بد من البدء بتفكيك المؤسسات القمعية , مؤسسات الكبت
القائمة , ستكون هذه بداية الحرية الحقيقية هذه المرة … في عام 1975 تسأل
برينتون “هناك .. تفاوت صارخ بين الاتجاهات الراديكالية لهذه الفترة (
التي يشارك فيها الكثيرون اليوم ) و بين القبول المستمر لمعظم من يسمون
ثوريين ( ستالينيون , تروتسكيون , ماويون , الخ ) بالمؤسسات و الممارسات
السلطوية” ( 6 ) , ربما لهذا السبب على الأغلب تلى ذلك المد الثوري العارم
في ستينيات القرن العشرين فترة صمت , أو فترة ركود طويلة اختفت خلالها
آثارها و حتى أفكارها التحررية , و هذا ما أزعم أنه أحد الدروس الهامة
لثورات 1968 التي يجب تعلمها لكي نسهم في تحويل هذا المد الثوري الراهن
إلى حقيقة واقعة , إلى تغيير جدي , تغيير جذري …..

محمد حسن ضبعون
مشرف عام

عدد المساهمات : 78
تاريخ التسجيل : 07/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى